بيولوجيا الاضطراب ثنائي القطب من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
الاضطراب ثنائي القطب
هو اضطراب عاطفي يظهر بفترات من الحالة المزاجية العالية، والاكتئاب، والسبب
والآلية وراء الاضطراب ثنائي القطب مجهولان، وما زالت الدراسات حول أسبابها
البيولوجية قائمة. بالرغم من عدم وجود جين مفرد يسبب هذا الاضطراب، ارتبط عدد من
الجينات بزيادة خطر الإصابة به، وقد تلعب التفاعلات بين الجينات والبيئة دورًا في
تأهّب الفرد لتطوير اضطراب ثنائي القطب. لوحظ عبر إجراء التصوير العصبي، والدراسات
بعد الوفاة وجود شذوذات في مناطق مختلفة من الدماغ، وكانت أشيع المناطق المُصابة
هي المنطقة البطنية من القشرة الدماغية أمام الجبهية، واللوزة الدماغية. يقترح عدد
من الأدلة وجود خلل في النقل العصبي، والإشارات داخل الخلوية، والوظائف الخلوية
عند مرضى الاضطراب ثنائي القطب.تتأثر الدراسات المُجراة على الاضطراب ثنائي القطب
(بشكل خاص دراسات التصوير العصبي) بالتأثيرات المُربكة؛ كتأثير الأدوية، والمراضة
المشتركة، وصغر حجم العينة، والتي ستؤدي في النهاية إلى نتائج ضعيفة، وعدم تجانس
كبير.
الأسباب
جينيًا سبب الاضطراب
ثنائي القطب غير معروف، ولكن تُقدّر القابلية الوراثية بنسبة تصل من 79 حتى 93%،
ويطور أقارب الدرجة الأولى خطرًا أعلى للإصابة ب7 إلى 10 مرات. وبالرغم من أن
العامل الورثي له دور كبير في المرض، لم يرتبط جين معين بشكل قاطع بحدوثه، وعُرفت
العديد من الجينات المرتبطة بحدوث المرض بما في ذلك جينات CACNA1C و ODZ4 و TRANK1.
ارتبط عمر الأب
المتقدم عند حدوث الحمل بزيادة خطر الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب، مما يتفق مع
فرضية دور الطفرات الجينية بحدوث المرض.
بيئيًاقد تنجم نوبات
الهوس عن الحرمان من النوم لدى نحو 30% من مرضى الاضطراب ثنائي القطب. تشمل عوامل
خطر الاضطراب ثنائي القطب وجود مضاعفات توليدية عند ولادة المريض، وتعاطي المخدرات،
وضغوط الحياة الكبيرة.
الاضطرابات
العصبيةيحدث الهوس بشكل ثانوي لحالات عصبية بمعدل 2 إلى 30%، ويظهر بشكل شائع في
الآفات التي تصيب الفص الدماغي الأيمن، والآفات التي تؤثر سلبًا على القشرة أمام
الجبهية، والآفات التي تسبب زيادة استثارية الفص الدماغي الأيسر.من الأمراض التي
قد يحدث خلالها الهوس الثانوي هي داء كوشينغ، والخرف، والهذيان، والتهاب السحايا،
وفرط نشاط أو قصور الغدد جارات الدرق، والانسمام الدرقي، والتصلب المتعدد، وداء
هنتينغتون، وإصابات الدماغ الرضحية، والصرع، والسفلس العصبي، والخرف الناتج عن
الإصابة بفيروس عوز المناعة المكتسب، واليوريمية، وعوز فيتامين ب12.
الفيزيولوجيا المرضية
نماذج عصبية بيولوجية
وعصبية تشريحيةبحسب موجودات التصوير العصبي والإمراضيات العصبية عند مرضى الاضطراب
ثنائي القطب، اقتُرح بأن الخلل الوظيفي يحدث عند المرضى في الشبكات العصبية
المحرّكة الحشوية، التي تتكون من القشرة أمام الجبهية الأنسية، وقشرة التلفيف
الحزامي الأمامية، والقشرة الحجاجية الجبهية، والحصين، واللوزة، والوطاء، والجسم
المخطط، والمهاد.واقترح نموذج تشريحي عصبي وظيفي صدر عن مجموعة عمل بقيادة الباحث
ستيفن إم. ستراكوفسكي بأن الاضطراب ثنائي القطب يتميز بانخفاض في التوصيلية، ناتج
عن اضطراب القدرة على تشذيب أو تطوير الشبكة العصبية الموجودة بين مناطق القشرة
أمام الجبهية، والجسم المخطط، والنواة الشاحبة، والمهاد، والجهاز الحوفي، مما يؤدي
إلى استجابة عاطفية غير منتظمة، ودعم هذا النموذج وجود العديد من النتائج
التصويرية العصبية التي تبرهن وجود عدم انتظام في بنى الجهاز الحوفي.
الكيمياء العصبية
مطيافية الرنين
المغناطيسيلوحظ عند كل المرضى على مستوى العالم ارتفاع في تراكيز الغلوتامين
والغلوتامات عند المرضى بغض النظر عن الدواء المأخوذ، وذكرت إحدى الدراسات التي
أجريت باستخدام مطيافية الرنين المغناطيسي ارتفاع مستويات الكولين في النوى
القاعدية داخل الدماغ، وانخفاض تركيز حمض ن-أستيل أسبارتيك في القشرة أمام الجبهية
الظهرية الجانبية، والحصين.
أحاديات الأميناقترحت
العديد من الفرضيات دور أحاديات الأمين في حدوث المرض، إذ يُقترح وجود خلل عام في
أحاديات الأمين يقف وراء الإصابة، وبحسب فرضية التوازن الكولينرجي الأدرينالي،
فزيادة النشاط الكولينرجي بالمقارنة مع النشاط الأدرينالي هي أساس الاكتئاب، بينما
العكس هو السبب وراء الهوس.
المحور الوطائي
النخامي الكظرييرتبط الاضطراب ثنائي القطب مع ارتفاع المستويات القاعدية
للديكساميتازون، والكورتيزول، والهرمون الموجه لقشر الكظر، وتتضح هذه الاضطرابات
بشكل أساسي في الهوس، وتُعكس بعد استخدام مضادات الذهان، وقد تحثّ الستيروئيدات
القشرية على حدوث هوس، داعمة بذلك دور المحور الوطائي النخامي الكظري في النوبات
العاطفية.
الإشارات داخل الخلويةلوحظت
زيادة في مستويات البروتينات جي إلفا إس فقط من بين عائلة البروتينات جي في كل من
القشرة الجبهية، والصدغية، والقفوية، ولوحظ ارتفاع في ارتباط مستقبلات السيروتونين
بالبروتينات جي، وارتفعت مستويات بروتينات جي ألفا إل وجي ألفا آي داخل الكريات
البيض والصفيحات الدموية عند مرضى الاضطراب ثنائي القطب، ولوحظ أيضًا زيادة في
مستويات الأدينيل سيكلاز، والبروتين كيناز أ، والأدينوزين أحادي الفوسفات الحلقي.
قد يكون للاستجابة
المفرطة لمستقبلات حمض الأراكيدونيك الناتجة عن تحفيز مستقبلات الدوبامين د2 و
ن-ميثيل-د-أسبارتات دور في حالة الهوس عند مرضى الاضطراب ثنائي القطب، والدليل على
ذلك بشكل أساسي هو دليل دوائي معتمد على الملاحظة بأن الأدوية الفعالة في علاج هذا
الاضطراب قللت من حمض الأراكيدونيك، في حين الأدوية التي تفاقم من الاضطراب ثنائي
القطب تفعل العكس.
الإمراضية المُتقدّريةاقترح
بعض الباحثين أن الاضطراب ثنائي القطب مرض متقدري، إذ تُظهر بعض أمراض شلول العين
الخارجية المترقية زيادة في معدلات الإصابة بالاضطراب ثنائي القطب قبل بدء ظهور
المرض العيني عليهم، وما يدعم هذه الفرضية بشكل أكبر هو ارتفاع معدل أنماط الوراثة
الأمومية عند المرضى.
أُبلغ عن وجود نقص في
معدل تنظيم الجينات التي ترمز الوحدات الفرعية للمتقدرات، وعن تراكيز منخفضة من
الفوسفوكرياتين، وانخفاض درجة حموضة الأوساط الدماغية، وارتفاع تركيز اللاكتات.
قد يكون سبب الخلل
المتقدري ارتفاع مستويات حمض التيوباربيتوريك الارتكاسي الناتج عن أكسدة الدهون،
التي تُضعَف عن طريق العلاج بالليثيوم.
الإمراضية العصبية
أُبلغ عن العديد من
الشذوذات التي تصيب الخلايا العصبية المنتجة للناقل العصبي غابا (حمض غاما
أمينوبوتيريك) عند مرضى الاضطراب ثنائي القطب، إذ يُظهر هؤلاء المرضى انخفاضًا في
التعبير عن الجين GAD67 في المناطق الفرعية سي إيه 2 وسي إيه 3 التابعة للحصين في الدماغ، كما
أُبلغ عن تعبير شاذ لمستقبلات الكينيت على الخلايا المنتجة لحمض غاما أمينوبوتيريك.
تنسجم ملاحظة زيادة
الغلوتامات في القشرة أمام الجبهية مع انخفاض عدد الخلايا الدبقية، وحجم قشرة الفص
الجبهي، إذ تلعب الخلايا الدبقية دورًا هامًا في استتباب الغلوتامات، ولوحظ وجود
ضمور وفقد في الخلايا الدبقية قليلة التغصنات في قشرة الفص الجبهي الأنسية.
الإمراضية
المناعيةلوحظ ارتفاع في مستويات الإنترلوكين 6 والبروتين الارتكاسي سي، وعامل
النخر الورمي ألفا عند مرضى الاضطراب ثنائي القطب، ويمكن أن يخفّض العلاج من
مستويات الإنترلوكين 6 والبروتين الارتكاسي سي، لكنه لم يؤثر على عامل النخر
الورمي ألفا، كما لوحظ ارتفاع في مستويات الإنترلوكين 6 أثناء نوبات الاضطراب
المزاجي.
=====
اسباب الاضطرابات
النفسية من ويكيبيديا، الموسوعة الحرة
أسباب الاضطرابات
النفسية
صورة توضح ثمانية
نساء تم تشخيص إصابتهن العقلية في القرن التاسع عشر (الرسام أرماند غاوتر)
معلومات عامة
من أنواع سببيات،
وعامل خطر
=======
الاضطراب العقلي هو
«متلازمة سلوكية أو نفسية أو نمط نفسي يحدث في الفرد وغالباً ما يصاحبها حالة من
العجز مع زيادة كبيرة في خطر المعاناة والموت والألم والعجز، أو خسارة هامة للحرية».
أسباب الاضطرابات
النفسية هي عموما معقدة وتختلف اعتمادا على نوع الاضطراب المعين والفرد.
وعلى الرغم من أن
أسباب معظم الاضطرابات النفسية غير معروفة، فقد تبين أن العوامل البيولوجية
والنفسية والبيئية المختلفة يمكن أن تسهم جميعا في تطور الاضطرابات النفسية. معظم
الاضطرابات النفسية هي نتيجة لمجموعة من عدة عوامل مختلفة وليس مجرد عامل واحد.
نتائج الأبحاثوتشمل
عوامل الخطر للمرض العقلي الميراث الجيني، مثل الآباء الذين يعانون من الاكتئاب،
وتكرار أنماط الأجيال، والتصرفات مثل الشخصية. وتشمل أيضاً علاقات مع تعاطي المخدرات
مثل القنب، والكحول والكافيين.وتشتمل بعض الأمراض النفسية الخاصة على عوامل خطر
خاصة، منها على سبيل المثال عدم المساواة في المعاملة من الوالدين، وأحداث الحياة
المعاكسة، وتعاطي المخدرات في مرض الاكتئاب والهجرة والتمييز، وصدمات الطفولة،
والحزن أو الانفصال في الأسر، واستخدام القنب في الفصام والذهان، وعوامل الأبوة
والأمومة، وإساءة معاملة الأطفال،(مثل القلق)، والمزاج والمواقف (مثل التشاؤم) في
القلق.في فبراير 2013 وجدت دراسة أن هناك روابط وراثية مشتركة بين بعض الاضطرابات النفسية الرئيسية:
التوحد، اضطراب ثنائي القطب، واضطراب اكتئابي كبير، والفصام.
عمل الجهاز العصبي
بطريقة غير طبيعية متورط في العديد من الاضطرابات النفسية، بما في ذلك افراز
السيروتونين، والدوبامين. كما عثر على اختلافات في حجم أو نشاط بعض مناطق الدماغ
في بعض الحالات. كما أن الآليات النفسية كانت متورطة، مثل تحيز الإدراك (على سبيل
المثال، المنطق)، والتأثيرات العاطفية، والمزاج. وقد أشارت الدراسات إلى أن
الاختلاف في الجينات يمكن أن يلعب دوراً هاماً في تطوير الاضطرابات النفسية، على
الرغم من أن التعرف الموثوق به للعلاقات بين جينات محددة وفئات محددة من الاضطراب
أثبتت صعوبة أكبر. كما تورطت الأحداث البيئية المحيطة مثل الحمل والولادة. إصابات الدماغ
قد تزيد من خطر الإصابة ببعض الاضطرابات النفسية. وكانت هناك بعض الروابط غير المتناسقة
المؤقتة التي وجدت لبعض الإصابات الفيروسية، وإساءة استخدام المواد، والصحة
البدنية العامة.
نظريات
نظريات عامةهناك عدد
من النظريات أوالنماذج العلمية تسعى إلى شرح أسباب الاضطراب العقلي. قد تختلف هذه
النظريات فيما يتعلق بكيفية تفسير سبب الاضطراب، وكيفية التعامل مع الاضطراب،
وتصنيف الاضطرابات النفسية. وقد تكون هناك أيضا اختلافات في فلسفة العقل فيما
يتعلق بما إذا كان العقل يعتبر منفصلا عن الدماغ.
النموذج الطبي
الحيوييتم التمييز عموما بين «النموذج الطبي» (المعروف أيضا باسم النموذج الطبي
الحيوي) و «النموذج الاجتماعي» (المعروف أيضا باسم نموذج التمكين أو الانتعاش) في
تفسير الاضطراب العقلي والإعاقة، حيث أن الأول يركز على العمليات والأعراض المرضية
المفترضة، ويركز الأخير على فرضية البناء الاجتماعي والسياقات الاجتماعية.
النموذج البيولوجي
النفسي الاجتماعيالنموذج الأساسي للطب النفسي الغربي المعاصر السائد هو النموذج الحيوي
النفسي الاجتماعي، الذي يدمج العوامل البيولوجية والنفسية والاجتماعية. على سبيل
المثال وجهة نظر واحدة هي أن الوراثة تمثل 40٪ من قابلية الشخص للاضطرابات النفسية
في حين أن العوامل النفسية والبيئية تمثل 60٪.
نظريات التحليل
النفسي
تركز هذه النظريات
على الصراعات الداخلية والعلاقات العالقة. وقد طرحت هذه النظريات كتفسيرات شاملة
للاضطراب العقلي، على الرغم من أن معظم مجموعات التحليل النفسي اليوم تتقيد
بالنموذج البيولوجي النفسي الاجتماعي ولكنها تقبل مزيجاً انتقائياً من الأنواع
الفرعية للتحليل النفسي. وقد نشأت نظرية التحليل النفسي لـسيغموند فرويد. وتركز
هذه النظرية على تأثير القوى اللاواعية على السلوك البشري. وفقا لفرويد، تتكون
الشخصية من ثلاثة أجزاء: الهو والأنا والأنا العليا. حيث يعمل الهو تحت مبدأ مبدأ المتعة،
والأنا تعمل تحت مبدأ الحقيقة، والأنا الأعلي يعمل وفقاً «للضمير». أيضا، وفقا لنظرية
التحليل النفسي، هناك خمس مراحل من التطور النفسي والجنسي التي يمر بها الجميع:
المرحلة الفمية، والمرحلة الشرجية، والمرحلة القضيبية، والمرحلة الكامنة، والمرحلة
التناسلية. يمكن أن تحدث الاضطرابات النفسية في الشخص الذي يتلقي القليل جدا أو
الكثير جداً في واحدة من مراحل النمو النفسي والجنسي. وعندما يحدث هذا، يقال إن
الفرد قد تم تثبيته في تلك المرحلة التنموية.
نظرية التعلق
هي نوع من النهج
التطوري والنفسي يتم تطبيقها في بعض الأحيان في سياق الاضطرابات النفسية، والتي
تركز على دور العلاقات بين مقدمي الرعاية في وقت مبكر والطفل، والاستجابة للخطر،
والبحث عن العلاقة المرضية في مرحلة البلوغ. وفقا لهذه النظرية، كلما كان زاد
تأمين الطفل من قبل الكبار، كلما زاد احتمال احتفاظ الطفل بعلاقات صحية مع الآخرين
في حياتهم. وكما هو مبين في تجربة الوضع الغريب التي تديرها ماري أينسورث استنادا
إلى تركيبات جون بولبي، هناك أربعة أنماط رئيسية للتعلق: التعلق الآمن، والتفادي،
والتعلق الغير منظم والتعلق المتناقض. تم العثور على أنماط التعلق هذه عبر الثقافات.
علم النفس التطوريعلم
النفس التطوري (أو الطب النفسي) اقترح نظرية عامة، حيث يفترض أن العديد من
الاضطرابات النفسية تنطوي على عملية مختلة من الوحدة العقلية تم اكتسابها مع
الأجداد والبيئات الاجتماعية ولكن ليس بالضرورة للبيئات الحديثة. وتشير النظريات
الأخرى إلى أن المرض العقلي يمكن أن يكون له مزايا تطورية للأنواع، بما في ذلك
تعزيز الإبداع. كما تم العثور على بعض الشذوذات السلوكية ذات الصلة في بعض
الكائنات غير البشرية مثل القردة.
العوامل التي تؤثر
على اختيار النماذج والنظرياتقد يفضل الأطباء النفسيون نماذج الطب الحيوي لأنهم
يعتقدون أن مثل هذه النماذج تجعل انضباطهم يبدو أكثر احتراما. وبالمثل، تميل أسر
المرضى المصابين بأمراض عقلية إلى تفضيل النماذج الطبية الحيوية لأن ذلك يعطي أقل
قدر من اللوم الذاتي. إذا كان المرضى يعالجون من قبل طبيب أكثر أخلاقية، فهم أكثر
عرضة لاعتماد نموذج غير النموذج الطبي الحيوي.
العوامل
البيولوجيةالعوامل البيولوجية تتكون من أي شيء مادي يمكن أن يسبب آثارا سلبية على
الصحة النفسية للشخص. وهذا يشمل الوراثة، وتلف قبل الولادة، والالتهابات، والتعرض للسموم،
وعيوب الدماغ أو الإصابات، واختلالات كيميائية، وتعاطي المخدرات.
ويعتقد العديد من
العلماء أن السبب الوحيد للاضطرابات النفسية يقوم على بيولوجيا الدماغ والجهاز
العصبي.
علم الوراثةأشارت بعض
الدراسات إلى أن العوامل الوراثية غالبا ما تلعب دورا هاما في تطوير الاضطرابات
النفسية. وقد ثبتت صعوبة تحديد قابلية التعرض الجيني المحدود لاضطرابات معينة،
من خلال الارتباط الجيني. t وفيما يتعلق بالاضطراب العقلي البارز، الفصام، كان لفترة طويلة هناك
إجماع بين العلماء، أن بعض الأليلات (أشكال الجينات) كانت مسؤولة عن الفصام، ولكن بعض الأبحاث أشارت فقط إلى طفرات نادرة
متعددة يعتقد أنها تغير المسارات العصبية التنموية التي يمكن أن تسهم في نهاية المطاف
في الفصام. تقريبا كل طفرة هيكلية نادرة كانت مختلفة في كل فرد.
الضرر قبل الولادةأي
ضرر يحدث إلى الجنين في حين لا يزال في رحم أمه يعتبر ضرر قبل الولادة. إذا كانت
الأم الحامل تستخدم المخدرات أو الكحول أو تتعرض لأمراض أو التهابات فإن
الاضطرابات النفسية يمكن أن تنتقل إلي الجنين. وفقا للبحوث، بعض الحالات، مثل
التوحد ناتجة عن اضطراب في وقت مبكر أثناء تطور الدماغ في الجنين.
العدوى والأمراض
والسمومهناك عدد من الاضطرابات النفسية مرتبطة مبدئيا مع مسببات الأمراض
الميكروبية، وخاصة الفيروسات؛ ومع ذلك فإنه برغم وجود بعض الاقتراحات علي الارتباط
خلال الدراسات على الحيوانات، وبعض الأدلة غير المتناسقة للآليات المعدية
والمناعية (بما في ذلك الأضرار قبل الولادة) في بعض الاضطرابات البشرية، فإن نماذج
الأمراض المعدية في الطب النفسي لم تظهر بعد نفسها بصورة كبيرة إلا في حالات قليلة
منفردة.وتبين البحوث أن العدوى والتعرض للسموم مثل فيروس العوز المناعي البشري
والبكتيريا العقدية تسبب الخرف والوسواس القهري على التوالي.
العدوى أو السموم
تؤدي إلى تغيير في كيمياء الدماغ، والتي يمكن أن تتطور إلى اضطراب عقلي.
إصابات الدماغ
والعيوب الخلقيةأي ضرر في الدماغ يمكن أن يسبب اضطراب عقلي. الدماغ هو نظام التحكم
في الجهاز العصبي وبقية الجسم. بدونه فإن ذلك الجسم لا يمكن أن يعمل بشكل صحيح.تم
العثور على معدلات أعلى من تغير المزاج، والذهان، واضطرابات تعاطي المخدرات بعد
إصابات الدماغ بصدمة. وكانت النتائج المتعلقة بالعلاقة بين شدة الإصابة وانتشار
الاضطرابات النفسية اللاحقة غير متسقة، وارتبط حدوثها بمشاكل سابقة تتعلق بالصحة
العقلية فضلا عن التأثيرات العصبية المباشرة في تفاعل معقد مع الشخصية والمواقف
والتأثيرات الاجتماعية.أشارت النتائج إلى وجود وظائف غير طبيعية لهياكل الدماغ في الأفراد
الذين يعانون من اضطرابات نفسية مثل الفصام، واضطرابات أخرى لها علاقة بالإعاقة في
الحفاظ على الاهتمام المتواصل.
الاختلالات الكيميائيةويمكن
النظر إلى الاختلالات الكيميائية على أنها اضطرابات في دوائر الدماغ. إذا كان هناك
ضرر في الناقلات العصبية في الدماغ فإن الاضطرابات النفسية يمكن أن تنشأ.
الاضطرابات النفسية التي قد تكون مرتبطة بالاختلالات الكيميائية منها الاكتئاب
والفصام.مستويات غير طبيعية من الدوبامين قد تكون السبب في عدد من الاضطرابات (على
سبيل المثال الفصام).
تجارب الحياة
والعوامل البيئيةمصطلح «البيئة» هو تعريف فضفاض جدا عندما يتعلق الأمر بالمرض
العقلي. على عكس الأسباب البيولوجية والنفسية، الأسباب البيئية هي الضغوطات التي
يتعامل الأفراد معها في الحياة اليومية. وتتراوح هذه الضغوطات من القضايا المالية
إلى انخفاض الثقة بالنفس. الأحداث التي تثير مشاعر الفقدان هي الأكثر احتمالا أن تسبب
اضطراب عقلي للفرد. وتشمل العوامل البيئية، على سبيل المثال لا الحصر، الحياة
المنزلية المختلة، وضعف العلاقات مع الآخرين، وتعاطي المخدرات، وعدم تلبية
التوقعات الاجتماعية، وتدني احترام الذات، والفقر.
أحداث الحياة
والإجهاد العاطفييذكر أن التعامل في مرحلة الطفولة وفي مرحلة البلوغ، بما في ذلك
الإيذاء الجنسي والإيذاء البدني والإيذاء العاطفي والعنف المنزلي والبلطجة تلعب
دوراً في تكوين الاضطرابات النفسية، من خلال تفاعل معقد من العوامل الاجتماعية والأسرية
والنفسية والبيولوجية. أحداث الحياة السلبية أو المجهدة بشكل عام قد تورطت في
تطوير مجموعة من الاضطرابات، بما في ذلك تغير المزاج والاكتئاب واضطرابات القلق.
سوء المعاملة من
الأبوين والإهمالالصدمة النفسية الشديدة مثل الإساءة والإهمال يمكن أن تعيث فسادا
في حياة الشخص. الأطفال أكثر عرضة للإصابة النفسية نتيجة الأحداث الصادمة من
البالغين. مرة أخرى، فإن رد الفعل على الصدمة يختلف بناء على الشخص وكذلك عمر
الفرد. ويتأثر تأثير هذه الأحداث بعدة عوامل: نوع الحدث، وطول المدة التي تعرض لها
الفرد، ومدى تأثر الفرد وأسرته / أصدقائه شخصيا بالحدث. إن الكوارث التي يسببها الإنسان،
مثل الطفولة الصاخبة، لها تأثير أكبر على الأطفال من تأثير الكوارث الطبيعية
دراسة تجارب الطفولة
الغير سويةوتشكل تجارب الطفولة السلبية أشكالا مختلفة من سوء المعاملة وعجز الحالة
المعيشية في الطفولة. وقد أظهرت تجارب الطفولة السلبية علاقة قوية بين الاضطرابات والعديد
من المشاكل الصحية والاجتماعية والسلوكية طوال حياة الشخص، بما في ذلك محاولات الانتحار
وتواتر نوبات الاكتئاب. يمكن أن تتعطل التنمية العصبية للأطفال عندما يتعرضون بشكل
مزمن للأحداث المجهدة مثل الإيذاء الجسدي أو العاطفي أو الجنسي، والإهمال البدني
أو العاطفي، أو يشهدون العنف في الأسرة، أو الوالد الذي يعتقل أو يعاني من مرض
عقلي. ونتيجة لذلك، قد يتأثر أداء الطفل المعرفي أو قدرته على التعامل مع المشاعر
السلبية. مع مرور الوقت، قد يتبنى الطفل استراتيجيات التكيف الضارة المختلفة التي
يمكن أن تسهم في الأمراض والعجز في وقت لاحق.
التوقعات الاجتماعية
والتقديركيفية رؤية الأفراد لأنفسهم في نهاية المطاف يحدد من هم، وقدراتهم وما
يمكن أن يكونوا في المستقبل. التقليل من احترام الذات وكذلك التمادي في تقديرها
كلاهما يضر بالصحة النفسية الفرد.
الفقروتظهر الدراسات
أن هناك علاقة مباشرة بين الفقر والأمراض العقلية. وكلما انخفض الوضع الاجتماعي
والاقتصادي للفرد كلما ارتفع خطر الإصابة بمرض عقلي. فالفقراء هم في الواقع أكثر
عرضة مرتين أو ثلاث مرات لتطور المرض العقلي من أولئك الذين يمثلون الطبقة
الاقتصادية العليا. هذا الخطر المتزايد للمضاعفات النفسية يبقى ثابتاً لجميع
الأفراد بين الفقراء، بغض النظر عن أي اختلافات ديموغرافية داخل المجموعة التي قد تمتلكها.
المجتمعات
والثقافات وقد ارتبطت الاضطرابات العقلية بالنظام الاجتماعي والاقتصادي والثقافي
الشامل. وكانت المشاكل في المجتمعات أو الثقافات، بما في ذلك الفقر والبطالة أو
العمالة الناقصة، وعدم التماسك الاجتماعي، والهجرة، قد ارتبطت ارتباطاً وثيقاً
بالاضطرابات النفسية. وقد ارتبطت الضغوط والإجهادات المرتبطة بالوضع الاجتماعي
والاقتصادي بحدوث اضطرابات نفسية كبيرة، مع انخفاض أو انعدام الأمن التعليمي أو
المهني أو الاقتصادي أو الوضع الاجتماعي.
العوامل النفسية
والفردية، بما في ذلك القدرة على الصمودويعتقد بعض الأطباء أن الخصائص النفسية
وحدها تحدد الاضطرابات النفسية. ويتوقع آخرون أن السلوك غير الطبيعي يمكن تفسيره
بمزيج من العوامل الاجتماعية والنفسية. في العديد من الأمثلة، المحفزات البيئية والنفسية
تكمل بعضها البعض مما يؤدى إلى الإجهاد العاطفي، والذي بدوره ينشط المرض العقلي
أوجه القصور في
الرعاية النفسية
هناك إمكانية أن ممارسات
العلاج النفسي قد تساهم في المرض. الطب النفسي والعلم الذي يقوم عليه لا يزالان
ورثة لتاريخ متقلب، ومن المؤكد أنهم مذنبين مثلهم مثل باقي العلوم الأخرى في تعزيز
العقيدة كحقيقة، حتي نرى لاحقا وجهة نظر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق